اضغط على اسم الفائز لتشاهد لحظة استلامه الجائزة مع نبذة عن حياته

فؤاد نعمان الخوري يفوز بجائزة شربل بعيني 2015


الشاعر فؤاد نعمان الخوري

    من أكثر الذين أحببت أن يجمعني بهم كتاب هو الشاعر البحويتي المغترب الضائع بين تذكرتين فؤاد نعمان الخوري، فلقد أهداني الكثير من القصائد والمقالات التي ما زلت أبحث عنها في كل زاوية من أرشيفي، بعد أن شتتني وشتتتها الظروف المؤلمة.
   عبارة واحدة نشرها في أحد كتبه، لم أحفظها في أرشيفي، بل استودعتها قلبي، لأنها صادقة ومحبة ورنانة، فاقرأوها واحفظوها جيداً:
"كل ما فتحت قنينة شمبانيا بتفقع ضحكة شربل بعيني".
   لا حرمك الله الابتسامة يا صديقي الكبير، لأن هذه العبارة لا تشبهني بالقدر الذي تشبهك أنت، فلم ألتقك مرة وإلا ورأيت ابتسامتك مشرقة كشمس بلدتك الحبيبة بحويتا.. ورنة صداها ترددها السهول والوديان كما تردد رنة جرس كنيسة السيدة في بلدتي مجدليا.
   وان أنسى لا أنسى يوم عرّفت حفلة توقيع كتابه "رندح يا وجع" عام 1989، فلقد قدمته بقصيدة تقول:
يَا قَلْبْ.. قِلُّو شُو مْخَبَّالُو           مِنْ شِعرْ.. قَبْلَكْ مَا حَدَا قَالُو
تَارِكْ حَنِينُو يْسَاهِرْ ضْيُوفُو         وْجَايِي عَ سَهْرَه مْعَتّقَه بْبَالُو
جَايِي يْقِلُّنْ: يَا بَشَرْ شُوفُوا          بْيُوت الْمَحَبِّه بْضَيْعِة خْيَالُو
مَطْرَح مَا كَانْ يْفَيْلِتْ رْفُوفُو       عُصْفُور بِحْوَيْتِي.. الْهَوَا شَالُو
وْحِمْلُو عَ غُرْبِه.. وْزَادْ مَعْرُوفُو   وْصَفَّى غَنِي.. الأَحْبَابْ رِسْمَالُو
جُبْرَانْ.. زَارُو وْبَارَك حْرُوفُو     بِـ جَائِزِه انْغَزْلِتْ عَ مِغْزَالُو
وْإِخْدُو بْإِيدُو وْبَلّشُوا يْطُوفُوا       بْعَالَـمْ خَيَالِي.. مَا حَدَا طَالُو
إِلاَّ فُؤادْ.. الْـ زَارِعْ "بْأُوفُو"        إِخْلاصْ.. أَبْعَدْ مِنْ حَكِي مْجَالُو
بْتِشْبَعْ دِنِي مْنِ مْوَاسِم كْفُوفُو       بْتِفْرَحْ سَمَا بْسَحْبَاتْ مُوَّالُو
بْتِشْرُقْ شَمسْ مِنْ لَمْعِة سْيُوفُو     كلّ مَا الْعَتمْ يِهْجُمْ عَلَى جْبَالُو
تْعَلَّمْ وَجَعْنَا الْحَرْفْ بِصْفُوفُو       تَا صَارْ يِحْكِي وْيِشْتِكِي لْحَالُو
وْلِمِّنْ عِرِفْ مِتْحَسّنِه ظْرُوفُو      قَلُّو بُو طُونِي: يَا وَجَعْ رَنْدِحْ
صَار الْوَجَعْ يِتْمَايَل قْبَالُو.
ولد الشاعر فؤاد نعمان الخوري في التاسع من شهر أيلول عام 1955 في بلدة بحويتا اللبنانية الشمالية، من أبوين فاضلين هما نعمان ولميا، وقد وهبه جده الخوري اسم عائلته.
عام 1986، رماه الحب بقوس نشابه، فتزوج من السيدة الفاضلة مريات ابراهيم.
تلقى علومه الابتدائية في بحويتا، بعدها انتقل الى مار يعقوب في بلدة كرمسده.
أما علومه الثانوية فقد تلقاها في تانوية غزير، والآباء الكرمليين في بلدتي الحبيبة مجدليا.
يحمل شهادتين في العلوم السياسية والمحاسبة.
نشر في لبنان ثلاثة دواوين شعرية، أما الحصة الكبرى فقد كانت للتذكرة الثانية أستراليا، اذ نشر فيها ثمانية دواوين شعرية، أغنت أدبنا المهجري وحببت المغتربين بوطنهم الأم.
أشرف على ادارة جريدة الميدل ايست هيرالد من عام 1996 لغاية 2005.
يعمل الآن مديراً في دائزة حكومية تعنى بالعائلات والمجتمع.
لم يفتخر شاعرنا بالجوائز، بل هي التي افتخرت به، نذكر منها:
ـ جائزة ستديو الفن، فئة الشعر، عام 1973.
جائزة مهرجان الاغتراب اللبناني – 1973
جائزة الاذاعة اللبنانية 1974
جائزة مؤسسة ميشال شيحا 1975
ـ جائزة الحركة الثقافية في انطلياس عام 1980.
ـ جائزة الجيش اللبناني عام 1982
جائزة رابطة احياء التراث العربي 1989
ـ جائزة من قنصل لبنان العام، 2010.
ـ درع وزارة الثقافة اللبنانية، 2014
ـ جائزة شربل بعيني عام 2015
   لقد الهمني شعر فؤاد قصائد كثيرة، نشرتها في دواوين مختلفة، ومنها هذه القصيدة التي نشرتها في جريدة "صدى لبنان" لصاحبها الصديق جوزاف بو ملحم عام 1989:
ـ1ـ
بِيعْنِي شْوَيِّةْ فَرَحْ       
يِقْضِي عَ أَحْزانِي
الْخَوْف عَ خْدُودِي انْشَلَحْ     
وِالْهَجْر بَكَّانِي
وْقِدَّامْ عِينَيِّي انْدَبَحْ        
شَعْبي اللُّبْناني

ـ2ـ
بِيعْني..بِدْفَعْ سَلَفْ     
آهاتْ مِحْمَرَّه
وِسْنِينْ آكِلْها التَّلَفْ     
لِفَّيْتها بْصِرَّه
وْخِبَّيْتها بْعِبّ الْخَرَفْ    
وِنْسِيتْها بَرَّا
ـ3ـ
بِيعْني مِنَّكْ نَغَمْ        
يا إِبن خُورِينَا
يْمَحِّي بْنَبْراتُو الأَلَـمْ      
وِالأُوفْ تِحْيِينَا
عْلَيْنا بْهَـ الْغُرْبِه انْحَكَمْ     
..وِحْرُوفَك الْمِينَا
   فؤاد نعمان الخوري شاعر بكل ما لأحرف هذه الكلمة من معنى، فلقد مرّ كبيراً في غربتنا، وقدّم المئات من الحفلات والأعراس بالصوت والشعر، فأصبح اسمه أشهر من نار على علم، وصدقوني أن جائزة شربل بعيني محظوظة هذا العام لأنها منحت لهذه القامة الأدبية اللبنانية الشامخة.
**