اضغط على اسم الفائز لتشاهد لحظة استلامه الجائزة مع نبذة عن حياته

فؤاد الحاج يفوز بجائزة شربل بعيني 2015


الاعلامي فؤاد الحاج

   عندما تذكر مدينة ملبورن في ولاية فيكتوريا، أمام أي من أبناء الجالية العربية في أستراليا، يجيبك بسرعة لا تنتظرها:
ـ آه.. ملبورن، هناك يسكن فؤاد الحاج.
ومعرفتي بهذا المبدع "الملبورني"، بدأت منذ عام 1988، يوم زرت المدينة لألقي بعض قصائدي في حفل اطلاق كتاب "شربل بعيني بأقلامهم" الجزء الأول، للأديب كلارك بعيني، ابن ملبورن أيضاً، هناك التقيت صديقي فؤاد، وأقول صديقي بكل فخر واعتزاز، لأن المدة الزمنية الطويلة التي عرفته بها، لم تتعكّر أبداً، لا بل زادتنا تماسكاً ومحبة.
   وما أن عدت الى مدينة سيدني في ولاية نيو ساوث ويلز، حتى أهداني مقالاً بعنوان "الجنة والخراب: نشره في جريدة النهار المهجرية، العدد 599، 14/7/1988 جاء فيه:
   "وطن التعايش والتسامح والمحبة، فردوس الحياة، أصبح جنة الخراب بما يحدث فيه، بجباله وسهوله، في بحره وفي جوه، من قصف ودمار وتشريد، وحياتنا، بما فيها من المسرات والتفاهات، وما سيعقبها من مرارة وألم ومن آمال خائبة، لا ترضى الاستسلام واليأس.
   وثقافتنا بعاميتها وفصاحتها، وبما تحمله من حسن اختيار وهدى للضالين المبعدين أو المهجرين عن وطن الأجداد، تبقى هي الينابيع التي نستقي منها وتتفجر فينا حكمة وحكماً.
   هذا ما شعرت به وأنا أستمع إلى الشاعر شربل بعيني وهو يلقي قصائده التي لا تعرف إلا الحق مهما كان.
   وشعرت أيضاً بوخز الضمير وتأنيبه عندما استمعت الى كلمة رئيس رابطة إحياء التراث العربي في سيدني كامل المر، وهو يعظنا ويدعونا للالتفاف والتعاضد من أجل المحافظة على لغتنا وأجيالنا في دنيا الاغتراب، وكذلك يدعونا لتأسيس رابطة أو اتحاد أو ما شابه للتعريف بحضارتنا العريقة وبلغتنا الأم.
   فإلى التعاون والتعاضد، وإلى الإلفة والمحبة، وإلى العمل الدؤوب من أجل ندواتنا، ومن أجل أطفالنا وأجيالنا القادمة، أدعو مع المخلصين والشرفاء من أبناء جاليتنا العربية لتأليف أو تأسيس رابطة لإحياء التراث العربي في هذه الولاية الخضراء.. فهل من يلبي؟"
   سطران فقط ذكرني بهما في هذا المقال، جعلاني اتصل به وأشكره على محبته وتشجيعه، فلقد منحني بهما عظمة أدبية لم اكن أحلم بها، حين قال: قصائد شربل بعيني لا تعرف الا الحق مهما كان.
 انها شهادة تاريخية من اعلامي قدير جعلتني أعتز بها طوال رحلتي مع القلم.
ولم يكتف الاعلامي فؤاد الحاج بسطرين فقط، بل أهداني عام 1992، مقالاً رائعاً تحت عنوان "عطاء شربل بعيني الذي لا ينضب" نشره في جريدة النهار ايضاً يقول فيه:
   عوّدنا الشاعر شربل بعيني أن يطلّ علينا في كل عام بإبداع جديد ضمن سلسلة من دواوينه الشعرية في بحور غربته. ولما طالت المدة، وبدأت التساؤلات بالخروج عن صمتها، فجأة أطل بمناجاة مزمورية جديدة الوقع على محبّي الشعر تحت عنوان "مناجاة علي"، أهداها للأديب جورج جرداق، وهي مؤلفة من عشرين مزموراً، حيث يطرح عليك التساؤلات من مزموره الأول، ويوحّد الأديان في مزموره العشرين. وهنا تكمن قيمة الشاعر الذي يبني ايمانه على المحبة التي فيها تكمن انسانية الانسان.
   هنيئاً لشاعر الغربة بمناجاته الامام علي "كرم الله وجهه"، وهنيئاً لنا بشاعر يطرح المحبّة لتسود في هذا الزمن الذي نفتقد فيه الانسانية، حتى ولو كانت بالكلام.. وما أحرانا ان يكون بيننا هكذا شعراء، وما زلنا نبحث عن المحبة والايمان.
   ولننقل أحلامنا في المحبة الى وقائع، لكي لا تبقى كلاماً، ولنعد الى انسانيتنا انسانيتها التي سلبها منا الغربان، ولنعمل معاً لكي لا يبقى كلامنا.. أحلاماً.
   فمن هو هذا الاعلامي الرائع:
فؤاد الحاج.. من مواليد شمال لبنان 1947 
- عمل مراسلاً ومصوراً في شمال لبنان لصحيفتي (بيروت) و(المحرر) منذ عام 1968، ثم لصحيفة (الأنوار) 1972 - 1976. 
- هاجر إلى أستراليا عام 1977 وزاول مهنة الصحافة كمندوب لجريدة "النهار" الأسترالية في ملبورن منذ عام 1987 وحتى بداية عام 1992. 
- عمل مراسلاً من أستراليا لعدد من الصحف منها "الدستور" الأردنية، و"الجمهورية" ومجلة "ألف باء" ووكالة الأنباء العراقية. 
- عضو الاتحاد العام للصحفيين العرب. 
- عضو جمعية الصحفيين الأستراليين. 
- عضو ناشط ومشارك في عدد من المؤتمرات والندوات السياسية والثقافية في العراق وليبيا والأردن ولبنان، منذ عام 1990 حتى عام 2004. 
- عضو ومؤسس في "المنتدى الأدبي" في ولاية فيكتوريا سنة 1996. 
- صدر له ديوان نثر في ملبورن، نهاية عام 1996، بعنوان "الطائر الأسير". 
- وفي عام 2012 صدر له الطبعة الثانية من الكتاب الموسوعة "الصحافة العربية في أستراليا". 
- أسس جريدة "المحرر الأسترالي" كمطبوعة سنة 1992، وفي عام 1994 أدخلها إلى شبكة المعلومات الدولية، باسم "المحرر" فكانت أول مطبوع إلكتروني باللغتين العربية والإنكليزية في (الانترنيت) تصدر من أستراليا إلى العالم الفسيح. 
- عمل في مجال الخدمات الاجتماعية متطوعاً وموظفاً، في ولاية فيكتوريا (1983 – 1991).
   فؤاد الحاج، عمل بصدق من أجل الحفاظ على وحدة الجالية، من خلال الحفاظ على تراثها الأدبي والاعلامي، وخير دليل على ذلك موسوعته الشهيرة "الصحافة العربية في أستراليا، فاستحق عن جدارة جائزة شربل بعيني لعام 2015. فألف مبروك.
**