اضغط على اسم الفائز لتشاهد لحظة استلامه الجائزة مع نبذة عن حياته

كلوديت نادر تفوز بجائزة شربل بعيني ـ أمومة

من منّا لـم يسمع القصص الكثيرة عن الأمومة وتضحياتها في سبيل ابنائها؟!.. وكم من الأمهات فضلن الموت على أن يرين شعرة واحدة تطير من رؤوس فلذات أكبادهن؟!
   كلوديت زوجة يوسف مخايل نادر من مجدليا، رفعتها أمومتها الطاهرة الى مصاف القديسات.. فلقد ولدت ابناً اسمته (شربل)، وكان يعاني من مرض الكليتين، فسهرت الليل قرب سريره، تستمع إلى آهاته، تبكي معه وعليه، وتتمنى تحمّل كل أوجاعه، فلـم تتركه لحظة واحدة، لا في المستشفى ولا في البيت، حتى أصبحت أقرب إليه من ظلّه.. وكم من المرّات غسلت جروحه بدموعها.. وحاولت أن تضمّدها بقبلاتها، ولكن المرض اشتد عليه كثيراً، لدرجة اعترف معها الأطباء بعجزهم عن رد شبح الموت عنه.. إلا إذا تبرع أحد ما بكلية له..
   ومن سيتبرع بكلية لطفل يموت.. في زمن طغت فيه الأنانية وحب الذات؟!
   من سيعرّض نفسه لخطر الموت.. بغية إنقاذ حياة طفل لـم يشعر بعد بطعم الحياة؟!
 ـ أنا.. سأمنحه كليتي..
   صاحت أمه كلوديت بفرح عظيم.. فتطلع الأطباء ببعضهم البعض وقد عقدت المفاجأة ألسنتهم.
* ولكن العملية غير مكفولة.. فمن يدري، قد يعيش هو وتموتين أنت، أو قد تعيشين أنت ويرفض جسمه كليتك ويموت..
ـ لا يهمني إذا مت أنا.. المهم أن يعيش إبني شربل..
   وأجريت العملية الجراحية، فاستأصل الأطباء كلية الأم القديسة كلوديت نادر وزرعوها في جسم ابنها الحبيب، فعادت إليه عافية الحياة، وبدأ رحلته المدرسية بنشاط ونجاح.
   وقد اطلع قراء مجلّة (ليلى) على قصة هذه الأم المثالية، فاختاروها أفضل أم لعام 1997.. وستبقى أفضل أم على مرّ الأيام.. كونها منحت الحياة لولدها مرتين: يوم ولدته، ويوم أنقذت حياته من الموت.
   وعن فوزها بالجائزة تقول:
   لقد منحني اللـه منذ مدة جائزة لا تقدّر، إذ أنقذ ابني شربل من الموت.. وها هم قراء مجلة ليلى يضعون أيديهم الشريفة بيد العطاء المقدّس، ويمنحونني محبتهم الغالية، ويكرّمون شخصي الضعيف ليكرّموا من خلالي كل أم ضحّت وتضحّي من أجل أبنائها.. فلهؤلاء الأمهات أقدّم جائزتي.. ولهؤلاء القراء الشرفاء أقدّم امتناني.. ولأسرة مجلة ليلى أقدّم شكري.. وشكر عائلتي.. وشكر ولدي الحبيب شربل.. وكل عيد وكل عام وأنتم بخير.
سلمتها الجائزة التلميذة كريستينا داغر.