اضغط على اسم الفائز لتشاهد لحظة استلامه الجائزة مع نبذة عن حياته

سيمون داغر يفوز بجائزة شربل بعيني ـ تمثيل

إذا سألت شخصاً أسترالياً: ماذا تعرف عن اللبنانيين؟! أجابك واللعاب يسيل من فمه: لقد أدخلوا إلى مطابخنا المآكل الشهيّة كالتبولة والكبة والمحشي ملفوف وزنود الست و..و..و.. إلى آخر المعزوفة اللذيذة.
   هذا كل ما يعرفه الأسترالي عنا، لأنه لا يقرأ الصحف والمجلات التي تصدر باللغة العربية، ولا يستمع إلى برامجنا الإذاعية، ولا يعلّم أولاده في مدارسنا التي تنشر حضارتنا العريقة.. ولكن ابن ضهر المغارة الممثل سيمون داغر أبى إلا أن يزرع اسم بلاده في حقل لـم يفكر به أحد في أستراليا، حقل انتاج فيلم لبناني عالمي يحصد الجوائز العالمية، فكان (آسف حبيبي) الذي حصل على جائزة مهرجان باثرست السينمائي، وجعلنا نرفع رأسنا عالياً ونقول: نحن لها.. أجل نحن للسينما العالمية أيضاً..
   فمن هو هذا اللبناني (الأخوت) الذي رهن بيته من أجل الدخول في ميدان لـم يدخله (حديدان) من قبل؟!!
   إنه سيمون داغر الممثل اللبناني الذي شارك في عدة أعمال مسرحيّة، تلفزيونيّة وسينمائية في لبنان، قبل أن يحط رحاله في هذه البلاد المضيافة.
   إنه عضو نقابة الممثلين المحترفين في لبنان ـ درجة أولى ـ منذ عام 1979.
   بدأ مشواره الفني كممثل هاوٍ في مسرحيات مدرسية.. وفي مرحلة تخصصه الفني والأكاديمي بدأ التمثيل المسرحي والتلفزيوني مع الكاتب والمنتج الكبير أنطوان غندور. بعدها اشترك في السينما اللبنانية، فأبلى البلاء الحسن، وعرضت قناة SBS في أستراليا بعض الأفلام التي شارك بها.
   وحتى يمسك الفن من كافة أطرافه، بدأ بتقديم البرامج الفنية في الإذاعات والنوادي الليلية حتى عام 1987. وقد ترك بصماته الفنية في برامج تلفزيونية عديدة مثل ( أبو ملحم ) (هربوا إجت القفورة) (رصيف الباريزيانا) و (شباب 1982).
   ومن أعماله المسرحية نذكر : كومبارسيتا، سهرة شرعية، حزب سعدللـه، وشو هالشده يا جدي.
 أما في السينما فترك لنا: القرار، الذي عرضته محطة SBS ، والصفقة.. أضف إلى ذلك العديد من البرامج الإذاعية.
   وعند وصوله إلى أستراليا، طعّم فننا المهجري بوجوده، فأعطاه زخماً حيوياً جديداً، كيف لا وهو المحترف المجرّب في كافة الحقول الفنيّة.. فعمل كإذاعي ومخرج في إذاعة CBR، ومقدّم برامج للفنانين القادمين من لبنان.. ولكن كل هذه الأعمال المجيدة التي قام بها لـم تكن على مستوى حلمه الفني، لأن الأمنية الكبرى التي كان يحلم في تحقيقها هي إدخال فننا المهجري إلى السينما الأسترالية، فوجد نفسه في فيلم (آسف حبيبي) كبطل ومنتج لهذا العمل الخلاق الذي ضجّت به صالات العرض الأسترالية.. وما زالت الصحافة العالمية تحكي عن الجمهور الكبير الذي اصطف لساعات طويلة من أجل التصفيق لأبطاله المغتربين ولمنتجه (الأخوت) الذي رهن بيته، بيت أطفاله، من أجل تحقيق حلمه.. حلم جاليته.. حلم فننا المهجري الذي حصد الجائزة الأولى في مدينة باثرست.
    وعن فوزه بجائزة شربل بعيني لعام 1997 يقول: جائزة شربل بعيني عام 97، تعتبر من أفضل المبادرات التقديرية، نظراً للدعم المعنوي الذي تقدّمه للفائز بها.. كونها صادرة عن النخبة من قراء مجلة (ليلى)، أولئك الذين يقدرون الفن ويشجعون المبادرات الفردية الناجحة في جاليتنا.
   إنها، بالحقيقة، وسام فخر واعتزاز، لأنها شهادة (أهل البيت) تضاف إلى ما سبقه من أوسمة وشهادات كان قد حصدها فيلم (آسف حبيبي).. كما انني اعتبرها شهادة للفن والفنانين في الجالية، وليست جائزة لسيمون داغر وحده فحسب..
   هي أعطتني حقّي بالماضي، كما أعطتني الدفع للاستمرارية ولانتاج أعمال ناجحة في المستقبل.
   شكراً لقراء مجلة ليلى الكرام، مانحي الجائزة، ولصاحب المجلة الغيور على اهتمامه بالفن والفنانين.
سلّمه الجائزة السيّد صفوت عرفان.