اضغط على اسم الفائز لتشاهد لحظة استلامه الجائزة مع نبذة عن حياته

مجدي يوسف يفوز بجائزة شربل بعيني ـ أبوّة

في شهر أيلول من عام 1987، أطلّ مجدي يوسف على الحياة، فرقصت الرجولة فرحاً بإطلالة طفل صغير سيغيّر نظرة الكون إليها، لأن الرجولة بنظر البعض تعني القوّة والبطش، وما من أحد أعطاها معنى الحنان والتضحية والعطف.
   وشب الطفل، وعندما بلغ مرحلة الزواج تعلّق قلبه بإنسانة تشبهه خلقاً وعطفاً وتضحية، فتزوّج من ابتسام العدّة ورزقه اللـه منها ثلاث بنات ولا أجمل.. هبة ، زينب ومريم.. وبما أن للـه في خلقه شؤوناً، ولدت ابنته الكبيرة هبة طرشاء، فلـم يتأفف، بل تطلع إلى السماء ويده ممسكة بيد رفيقة دربه إبتسام وقال: أشكرك يا أللـه على (هبتك) لي.. وأنا على استعداد أن أخدمها وزوجتي طوال العمر.
   ومنذ وصوله إلى أستراليا في 11/7/1987، ورحلة كدّه وجده لا تتوقّف، بل رافقتها في خط متوازٍ رحلة سهره على الإبنة الطرشاء التي لا تفهم إلا لغة الشفاه وبالإنكليزية فقط.. فذهب إلى مدرسة ابنته ليتعلّم الطريقة الجديدة في محاكاتها، وكانت الزوجة المثالية ترافقه كظله، كل شيء كان بالإنكليزية، فأين اللغة العربية، لغة الآباء والأجداد.. فبدأ بتدريبها عليها حسب الطريقة الإنكليزية دون أن ييأس حتى أصبحت تفهم لغة الشفاه بالانكليزية والعربية معاً.. فهل من عظمة توازي عظمة هذا الوالد الذي يعمل لحاماً في أحد مصانع اللحوم الأسترالية؟!.. وهل من ذكاء يوازي ذكاء هذا الوالد الذي لـم يدخل المدرسة سوى بضعة أشهر.. وخرج منها أميّاً لا يقرأ ولا يكتب.. وعندما كبر أحسّ بندم شديد لعدم بقائه في المدرسة، فبدأ يتلمذ ذاته بذاته حتى تمكن من قراءة الصحف والمجلات؟!
   هذه هي أبوّة مجدي يوسف الصادقة.. فهل تلـم قراء مجلّة ليلى على اختياره كأفضل أب لعام 1997.. بالطبع لا!!
   وعن فوزه بالجائزة يقول: عندما رزقني اللـه بابنتي الكبرى هبة، فرحت فرحاً شديداً سرعان ما تلاشى عندما فاجأني الطبيب بقوله: أنها طرشاء.. ومن ذلك الحين وأنا أكره المفاجآت وأخافها.. ولكن مفاجأة المفاجآت كانت في حفلة مجلة ليلى، عندما أعلن أحد الأطفال نبأ فوزي بجائزة الأبوّة، فشهقت من الفرح، وأحسست أن المفاجأة السعيدة هي الأجمل.. وأن قراء مجلة ليلى عرفوا كيف يداووا خوفي من المفاجآت.. لا بل محوا ذلك الخوف بتاتاً. فألف شكر لهم.. وألف شكر لأسرة المجلة على ابتكارها جائزة شربل بعيني السنوية لتزرع كل عام الفرح في قلوب العشرات من أبناء الجالية. وكل عام وأنتم بخير.
سلّمه الجائزة التلميذ جورج مكاري.