اضغط على اسم الفائز لتشاهد لحظة استلامه الجائزة مع نبذة عن حياته

الدكتورة بهية ابو حمد تفوز بجائزة شربل بعيني 2015


د. بهية أبو حمد
   
   لقائي الأول بالدكتورة المحامية بهية ابو حمد كان عبر شاشة تلفزيون الغربة، فلقد أجريت معها حديثاً، ضرب الرقم القياسب من ناحية التعليقات الايجابية، فلقد أذهلت المشاهدين بحفظها للشعر لدرجة انهم اتهموها بقراءته عن الورقة، وهي، والحق أقول، لم تمسك ورقة بيدها طوال الحديث.
   وأذكر أنني كتبت في موقع "الغربة" مقالاً عن تلك الحادثة، وجدت من المستحسن أن أطلعكم عليه:
   عندما حان موعد لقائي التلفزيوني بالمحامية بهية أبو حمد، رئيسة جمعية انماء الشعر العامي في أستراليا، قررت أن أحصر أسئلتي بالشعر، لأعرف مدى إلمامها بهذا الحقل الأدبي الرحب.
   وكنت كلما سألتها سؤالاً تجيبني شعراً، حفظته عن ظهر قلبها، أي لا ورقة ولا من يحزنون. فبدلاً من أحشرها بأسئلتي حشرتني هي بأجوبتها الشعرية، وكأنها آلة تسجيل لا تخطىء.
   ولم تكتفِ بهية بالاستشهاد بالشعر الزجلي غيباً، بل انتقلت الى الفصيح منه، ولو حدّقت بي ملياً لوجدت دمعة تتدحرج على خدي، ليس فرحاً بما قالت، بل حزناً على "محسوبكم" الذي لا يحفظ بيتاً واحداً من أشعاره. وكم حقّرت ذاكرتي عندما سألتني بدورها، بعدما انتهينا من اللقاء:
ـ أخبروني أنك ألقيت قصيدة في عيد تحرير الجنوب ألهبت الأكف، هل لي أن أسمعها منك؟
   وهنا بدأت أغني في سري: 
ـ يا داره دوري فينا
ضلك دوري فينا
لأن رأسي بدأ بالدوران وأنا أفكر بمطلع قصيدة ألقيتها منذ سبعة أيام فقط، ولكن دون جدوى. فحسدت، أجل حسدت بهية ابو حمد على ذاكرتها، وندبت ذاكرتي التعيسة.
   أسست جمعية انماء الشعر، بغية تكريم شعراء المهجر الاسترالي، فأهدت سبعة منهم دروعاً وقعها معالي وزير الثقافة المحامي روني عريجي، فأحدثت بذلك ضجت اعلامية ما زالت أصداؤها تتردد حتى الآن.
   كما حملت من وزير الخارجية والمغتربين بياناً رسمياً يطلب به من قنصل لبنان العام في سيدني الاستاذ جورج البيطار غانم ان يعمل على ايجاد مكتبة يحفظ بها أدبنا الاغترابي من الضياع، فتبرعت بالخزانة مع مجموعة نادرة من الكتب، كما تبرع شربل بعيني بأكثر من 300 كتاب مهجري طبعت في أستراليا.
   لن أتكلم عن بهية أبو حمد المحامية، لأن عملها القانوني لا يهمني، بل سأتكلم عنها كمثقفة مرموقة تعشق الشعر والشعراء، وتعمل على تكريمهم وحفظ نتاجهم.
   كثيرون هم الذين كرّموا بهية، ولكن التكريم الأجمل كان في مطرانية الروم الارثوذكس، حيث سلمها المطران بولس صليبا شهادة الدكتورة نيابة عن ادارة الجامعة. وأذكر أنني أهديتها قصيدة شعرية لم تتمكن لدى سماعها من إخفاء دموعها، وها أنا أعيد القصيدة:
يا سيّدنا اسمحلي اليوم       هنّي بالشعر الحلوين
متلك ما بيتلاقى دوم         سيّد.. رافع اسم الدين
بولس صليبا.. يا قوم        كفّو أخضر متل المرج
وع شفافو كلمة: آمين     وقلبو أبيض متل التلج
اسألوا الأرزه العا صنين
ـ2ــ
ع طول.. بشوفا.. ع طول   حبقه.. وشو حلوه الحبقه
بتمشي.. بتسوسح العقول   علم.. مزيّن بالخلقه
إسما بهيه.. ومعقول      الحبقه.. تحمل دكتوره
وما تعلّق خرزه زرقا؟
ـ3ـ
بَقدملِـك باقات زهور     وشمعه مضويه بقداس
يا دكتوره بركي النور   بيضوّي بْعتمات الناس
بهيه واسمك مذكور   بِقصايد كلا إحساس
بهنيكي.. وقلبي مقهور   وين البي الربى البنت
يغنجها ويْبُوس الراس
ـ4ـ
وينو بيّك.. هالـ حليم
يشوف البنت البهيه
مشيت ع الدرب السليم
أستاذه.. ومحاميه
ودكتوره.. وألله كريم
تحمل وسام الأرزات
وتزلغط أحلى الإمات
للبنت الصغبينيه
ـ5ـ
مش رح ناديكي بإسمك
وإسمك صفّى غنيّه
بنقّي إسمك ع كسمك
بسميكي يا بهيّه:
أرزتنا اللبنانيه
   بهية أبو حمد، الدكتورة والمحامية ورئيسة جمعية انماء الشعر، استحقت جائزة شربل بعيني لمساهمتها الفعالة في ايجاد مكتبة يحفظ فيها ادبنا المهجري من الضياع، وعمل كهذا يستحق من لبنان الوطن التكريم أيضاً. فألف مبروك يا دكتورة.
**