اضغط على اسم الفائز لتشاهد لحظة استلامه الجائزة مع نبذة عن حياته

روز ماري سليمان تفوز بجائزة شربل بعيني ـ الحقل التربوي

شجرة باسقة القوام، وارفة الظلال، طيّبة الثمار، تمتد جذورها راسخة في تربة مصر الفرعونية المعطاء، حيث أرض الآباء والأجداد والحضارات القديمة الخالدة، وتدين بالحب والولاء لأرض السودان الحبيب، حيث نشأت وترعرت وارتوت من مياه النيلين: النيل الأبيض الذي ينبع من بحيرة فكتوريا في وسط أفريقيا، والنيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تانا في الحبشة، اللذين يلتقيان عند مدينة الخرطوم عاصمة السودان. ومن ذاق طعم النيل لن ينسى حبّه لبلاده، فكيف بمن طعم ماء النيلين معاً؟!.. وتتشعّب أغصانها المعطاء لتغطي مساحة بعيدة نائية حيث هاجرت إلى أوستراليا عام 1972، لتكوّن عائلة صالحة، وتنشىء أجيالاً عديدة من الطلاّب الذين يكنّون لها كل محبّة وتقدير واحترام.
   أنهت السيّدة روز ماري سليمان دراستها الابتدائية والثانويّة والجامعية في بلدها السودان، حيث تخرّجت في جامعة الخرطوم بمرتبة الشرف في اللغات والفلسفة.
   إلاّ أن هناك ضريبة الهجرة التي لا بدّ لمعظم المثقفين في بلادنا من أن يدفعوها، لعدم توافر الشروط الضروريّة لبقائهم واستقرارهم في بلدانهم الأم. فكانت الهجرة إلى أوستراليا مهر عروس النيل، حيث استقرت السيّدة سليمان وزوجها السيد مايكل وأولادها جوي وسارة وماركس، إدراكاً منها ان الشجرة المثـمرة الصالحة خير ألف مرة من شجرة الظل والحطب واليباس. وانطلاقاً من هذه القناعة كان لا بدّ من تعهّد فلذات أكبادها وتحصينهم بالعلم والمعرفة لكي يستحقّوا شرف الانتماء إلى الشجرة الأم. وكان العلم والتعليم السكة التي سلكتها المدام روز ماري نهجاً لحياتها في أوستراليا البلد المضيف والوطن حتى اشعار آخر. وهكذا انتسبت الى جامعة سيدني لتحصل فيها بدرجة ممتازة على دبلوم في التعليم وماجستير في التربية. وهي الآن على وشك الانتهاء من التحضير لشهادة الدكتورة في جامعة غرب سيدني/ مكارثر، حيث تمارس عملها كمنسقة لبرامج اللغة العربية.
   إضافة إلى ذلك تهتم السيدة سليمان اهتماماً أساسياً بمصلحة أبنائنا الناشئين في أوستراليا، وقضاياهم الملحة من ناحية التربية والتعليم وبلورة هويتهم كونهم يتحدرون من أصل عربي ويعيشون في أجواء متلبدة بالصراعات الحضارية واللغوية والثقافية.
   وأخيراً، كان لا بد من كلمة عرفان وشكر يسديها أبناء جاليتنا إلى صاحبة الفضل في توجيه أولادهم التوجيه السليم، وتقويم لسانهم التقويم الصالح، فها هم قد قالوا كلمتهم الصريحة والصادقة في مربيّة أجيالهم، وعبروا عن تقديرهم لها من خلال مجلة (ليلى)، حيث قالوا جميعاً نعم للسيدة روز ماري، فكان جوابهم مثابة استفتاء صادق، على أثره نالت جائزة شربل بعيني التقديرية في حقل التربية والتعليم.
   وعن شعورها بالغبطة والسرور حيال بادرة الوفاء هذه، تقول السيدة سليمان: شعرت بالفرح الكبير يجتاح كياني. فقد أدركت أن الوفاء لـم يمت في صدور أبناء جاليتي الذين أحبّهم، وان وراء هذا الوفاء آمالاً كبيرة وتفاؤلاً شديداً بمستقبل زاهر لأبناء جاليتنا. كما انني أخص بالشكر الجزيل مجلة (ليلى) والساهر على مصلحة الجالية من خلالها، الاستاذ شربل بعيني الذي قلدني عقداً اعتز به وجائزة أفتخر بها وبالاسم الذي تحمله، متمنية له ولمجلته كل تقدم وازدهار. كما أتقدّم بأحر التهاني من سائر الزملاء والأصدقاء الذين كان لهم شرف الحصول على جائزة شربل بعيني عربون وفاء وعهد على متابعة المسيرة.
سلّمتها الجائزة الفنانة وفاء صدقي.