اضغط على اسم الفائز لتشاهد لحظة استلامه الجائزة مع نبذة عن حياته

أيلين البحري تفوز بجائزة شربل بعيني ـ امومة


جنيناً كانت في بطن أمها (وهيبة)، عندما فارق أبوها (اسطفان عبّود) الحياة. كان، رحمه اللـه، يمنّي النفس بطلّة مولوده الجديد، وكان حلمه أن يكون المولود (طفلة) تزيّن بيته بطلتها إلى جانب أخويها (فنسن) و(طوني).
   ولكن القدر كان له بالمرصاد، فحرمه من رؤية طفلته الحلم (أيلين)، وحرمها هي أيضاً من حنانه الأبوي. فاتشحت مدينة (ليثغو) الجبلية بالسواد حزناً على صديق لبناني من بلدة (كفرصغاب)، كان من أوائل الذين حملوا (الكشّة)، وداروا بها من بلدة إلى بلدة مشياً على الأقدام، بغية الاتجار وتأمين الحياة الأفضل لعائلاتهم.
   بعد رحيل الوالد، رحلت العائلة عن (ليثغو)، وسكنت في (كامبسي) لعدة سنوات، قبل أن تستقرّ في (ردفن).. حيث دخلت (أيلين) صف الحضانة في مدرسة (سانت فنسن).
   وما أن انهت دراستها التكميلية، حتى انتقلت للعمل في أحد المصانع.. فأكلت لقمتها بعرق جبينها.. تماماً كباقي المغتربين اللبنانيين في ذلك الوقت.. إلى أن وجدت عملاً ، كسكرتيرة ، في أحد المكاتب.
   سنة 1950، دقّ الحبّ، لأول مرة، على باب قلبها، ففتحته لشاب لبناني طموح اسمه (بولس البحري)، فتزوّجا وأنشآ عائلة مقدسة مؤلفة من ثـمانية صبيان وبنات: (فيرونيكا، تراز، شربل، جوزاف، دايفيد، برناديت، جيرارد وجايكوب). كلهم تزوّجوا، ما عدا (جيرارد، الرسام المعروف)، ورزقهم اللـه بأولاد، صاروا أحفاداً لـ (أيلين)، وقد بلغ عددهم 25 حفيداً.. وواحد على الطريق.  
   يعتبر أولادها، الآن، من أكبر ملتزمي البناء في أستراليا، يشيدون القرى الكاملة، والعمارات العالية، والقصور الفخمة.. حتى أن أحفادها قد تخصصوا في حقول البناء المختلفة.. كل هذا وبركة الام والجدة أيلين ترافقهم جميعاً.
   وعندما سألناها كيف تمكنت من تربية أولادها التربية الصالحة، في زمن يدعي البعض أن ليس بإمكانه تربية أولاده؟!.. أجابت: كنت أجلس معهم قرب فرن الحطب، أيام الشتاء، وأقص عليهم القصص الجميلة، وأغنّي لهم، وأخبرهم عن اللـه، عن محبته لنا، وعن خوفنا منه إذا ارتكبنا معصية.. كنت أخصص الوقت الكافي لهم.. ولا شيء يسعدني أكثر من سعادتهم. ولذلك تجدهم الآن ملتفين حولي كما كانوا يلتفون عندما كانوا صغاراً.
   بربكم ألا تستحق هذه الام الطاهرة جائزة الامومة لعام 1998.. بلى واللـه!!
   سلّمتها الجائزة الصبية بليندا أبي خطّار.