اضغط على اسم الفائز لتشاهد لحظة استلامه الجائزة مع نبذة عن حياته

حنا الخوري يفوز بجائزة شربل بعيني ـ أبوة

منذ 47 سنة ودّع الوالد حنّا الخوري قريته (مجدليا)، التي تعتبر بحق قلب مدينتي طرابلس وزغرتا، وبوابة منطقة الزاوية، وعروسة الشمال.
دمعته لـم تجف طوال الرحلة، بين بيروت وسيدني، فلقد ترك مرقد عنزته، بيت أهله، ضحكة أمه (قطفا).. رضا والده.. وبركة الأرض التي كان يعمل بها.
رفيقة دربه، وحبيبة قلبه، وأم أطفاله السيدة جولييت، كانت تخفف عنه اشتياقه بابتسامتها وضحكات أطفاله. بعد ثلاث سنوات، أو أقل، سيحتفل العم حنا باليوبيل الذهبي لوصوله إلى أستراليا.
خمسون سنة، يعمل ويشقى ويسهر من أجل تربية عائلته وتأمين معيشتها.. ولسان حاله يردد ( يا رضا اللـه ورضا الوالدين).. والظاهر أن رضى والديه كان قوياً، إذ رزقه اللـه عائلة مقدسة حصد أفرادها النجاح تلو النجاح.. فلقد تزوجت بناته من أصهرة صالحين، وتزوج أبناؤه من زوجات قديسات.. وأصبح عدد أحفاده وأحفاد أحفاده لا يقدّر.
 إبنه أنطوان.. اختارته دولة بنغلداش قنصلاً فخرياً لها في أستراليا.. إبنه جورج.. من أشهر المهندسين المعماريين ومتعهدي البناء. إبنه مارون (جيري) ابتكر أول سيّارة من نوعها، أسترالية الصنع، أسماها (بوفوري).. تعتبر الأجمل في العالـم.. وهو يدير المصنع مع أخويه انطوان وجورج. عندما أسمع الناس يتكلّمون عن ضياع الشبيبة في أستراليا..
 أتذكّر عائلة حنّا وجولييت الخوري الرائعة.. وأضحك.. وأتمتم في سرّي: فتّشوا عن الاهل.. الاهل هم أساس المشكلة.
أثناء توزيع الجوائز لـم يتمكن العم حنّا من صعود الدرج ليصل إلى المسرح.. فنزلت الجائزة إلى عنده.. انحنت له كما لـم تنحنِ من قبل.. وتصفيق الناس يضج في الصالة، وصوت صارخ يقول: أللـه يطوّل بعمرك يا عم حنّا. سنة 1996، فازت رفيقة دربه جوليات بجائزة الامومة، وسنة 1998 فاز هو بجائزة الأبوّة.. فهل من أحد يقدر أن يشكك بعد الآن بقداسة هذه العائلة.. لا واللـه. وعندما سألناه عن رأيه بالفوز، أجاب: أللـه يحميكم.. أللـه يحميكم..
سلّمه الجائزة التلميذ ماثيو سمعان.